قيمة الزمن في الحياة
أ) المقدمة
إذا لاحظنا، نجد أن كل شيء من حولنا يذكرنا بقيمة الوقت والزمن الذي نعيشه؛ طلوع الشمس وغروبها، والقمر الذي قدره الله منازل، كل يوم نراه أصغر أو أكبر من اليوم الذي قبله، حركة الكون والكواكب، السماوات والأرض، كل هذه الأشياء تذكرنا بقيمة الزمن الذي هو رأس المال عندنا.
فالزمن هو مادة هذه الحياة، والروح التي تجري في عروقها، فما الحياة في حقيقتها إلا زمنٌ يمرّ ويمضي ، ومن أدركَ الزمن على حقيقته فقد أدرك هذه الحياة على حقيقتها، وبانتَ لـه معالم الطريق الذي ينبغي سلوكه. وما الزمن إلا حياة الأمم، إذا حافظت عليه دبّت الحيوية في شرايينها، وإذا أهملته أمْسَت هامدة خامدة لا روح فيها ولا حياة.
والناظر في أحوال المسلمين اليوم يتملّكه الحزن الشديد لما يرى من تضييع الأوقات في سفاسف الأمور ومُحقِّراتها بما لا يؤدي إلى نفعٍ عام أو خاص، ولو اتبَعَ المسلمون هديَ قرآنهم وهديَ نبيهم لاحتلّوا موقع القيادة والرّيادة الذي كانت أمتنا تتبوأه في عصورها الزاهية، ولو فعلوا ذلك لما وصلت إليه حالهم إلى ما آلت إليه الآن من التراجع والذل والخضوع، حتى صاروا في ذيل القافلة، وقد كانوا منها في مأخذ الزِمام، وهانت عليهم نفوسُهم، فاحتُلت أوطانهم، واستمرءوا العيش في الحضيض. وما وصل الغربيون إلى القمة في العلوم التقنية والإنسانية إلا بمحافظتهم على الزمن والإفادة من ساعاته ودقائقه اليسيرة في كلّ أحوالهم.
ومن هنا يأتي هذا البحث لبيان قيمة الزمن، والتنبيه إلى مكانته، انطلاقاً من النصوص القرآنية الغنيّة بالتوجيهات التي تبين قيمة الزمن وتنوِّه بشرفه وفضله. وذلك في محاولة للخروج من حالة الركود والتثاقل إلى حالة الحركة والفاعلية، وهذا لا يتأتَّى إلا من خلال الوعي التام بقيمة الزمن في الحياة الإنسانية.
ب) اهتمام الدين بالزمن
أعني بالدين، كما قال الرسول: "الدين نصيحة" أي إرشادات والتوجيهات منه تعالى رب العالمين لحياة الإنسان، حتى تكون حنيفة سالمة ولا يغرن الإنسان الغرار، فلا يضل في حياته فيصير سعيدا طيبا. فكل الأوجه الحيوية شاملة لهدف إرشاد الدين، من صح النوم إلى أن ننام. ومن أشد إرشاد الدين نحو الإنسان هو الحث على اهتمام الزمن فينظمه ويرتبه ليكون مرتبا ومنظما. فقد أعطى القرآن والسنة الإهتمام كمرجعي الأساسيي الدين. ويليه بيان الإهتمام القرآن والسنة للزمن.
1. اهتمام القرآن بالزمن
عرفنا مما ورد في القرآن الكريم أنه أعطى أهمية بالغة للزمن، فقد ارتبطت معظم العبادات في التشريع الإسلامي بمواعيد زمنية محددة وثابتة كالصلاة والصيام والحج، بحيث أن أداءها لا يتحقق إلاّ عن طريق الإلتزام بأوقاتها حسب اليوم والشهر والسنة.
قال الله تعالى: "أقم الصلاة لدلوك الشمس الى غسق الليل وقرآن الفجر انَّ قرآن الفجر كان مشهودا" ؛ وقال أيضا: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، فمن شهد منكم الشهر فليصمه، ومن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر، يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون" ؛ وقال: "يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج"
وكذلك هناك عديد من الأحكام الشرعية التي ارتبطت بالمدة الزمنية، كعدة المرأة في حالة الطلاق أو وفاة الزوج والكفارات في حالة ترك الصيام، أو الاخلال في بعض مناسك الحج وبعض مسائل الجهاد وقتال المشركين وإعداء الإسلام وغير ذلك من الأحكام الشرعية التي فرض فيها الله سبحانه وتعالى التقيد بالحساب الزمني كشرط في العبادة وصحة إنجاز العمل.
وإذا تحولنا عن المضامين العبادية للوقت وارتباط عناصر الزمن بالتشريعات الإسلامية فإننا نلتقي مع تأكيدات كثيرة على أهمية الوقت، وذلك من خلال ما أبرزه القرآن الكريم في العديد من الآيات. حيث جعل الوقت يأخذ دلالات متعددة كالقداسة والموعظة والنعمة والتجربة وغيرها من الأفكار والدلالات. وهي تشكل في محصلتها مفاهيم حركية رائعة للزمن. فالقرآن الكريم لم يتعامل مع الزمن من الزاوية الحسابية بل جعله قيمة حركية حية تتفاعل مع الإنسان في حياته الشخصية والعامة وحفزّه لأن يتفاعل بدوره مع هذه القيمة بشكل دائم لا انقطاع له.
ولقد وردت في القرآن الكريم عدة آيات يقسم فيها الله تعالى بالزمن ومكوناته: أقسم الله تعالى بالعصر وهو الدهر الذي هو زمن تحصيل الأعمال والأرباح للمؤمنين، وزمن الشقاء للمعرضين، ولما فيه من العبر والعجائب للناظرين، فقال الله تعالى: "والعصر إن الإنسان لفي خسر" وأقسم سبحانه وتعالى بالليل والنهار لكي يبين لنا أهمية الوقت في كل زمان ومكان فقال تعالى: "والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى". وأقسم بالفجر ولا يوجد شيئ أنفس من العمر وعمر الإنسان قصير إذ لا يتجاوز عشرات من السنين فسيسأل عن كل لحظة فهو عن كل وقت نام فيه عن عبادة الله وعن كل عمله فيه، فقال تعالى: "والفجر وليال عشر"، وغيرها من الآيات التي تبين أهمية الوقت وضرورة اغتنامه في طاعة الله.
الامر الذي يشير الى الاهمية الكبيرة التي أولاها الله سبحانه للزمن ولأجزائه وأنه من القضايا المحترمة والمقدسة في الحياة والتي يجب النظر إليها نظرة واعية متفهمة. باعتبار أن الله تعالى اتخذها عنواناً يقسم به في بداية الكلام الذي يقرر فيه تعالى الحقائق التي يريدها. وفي معظم هذه الآيات الكريمة، لا يأتي القسم مفرداً إنما متعدداً بذكر عدة أجزاء من الوقت في سياق الآية الواحدة او الآيات المتتالية.
إن في هذه الآيات الكريمة إشارات واضحة تبين قدرة الله تعالى وفضله على عباده في خلقه الزمن على النحو الذي تتعدد فيه اجزاؤه حسب حركة الكواكب حول الشمس، وقد حثت هذه الآيات الكريمة الإنسان على التدبر في حكمة الله وقدرته ونعمه، وفي ذلك إشارة واضحة الى أهمية الوقت وأهمية أجزائه المتعاقبة في حركتها من ليل ونهار والتقسيمات الزمنية لكل منهما.
مما تقدم نكتشف بوضوح أن القرآن الكريم، أعطى للوقت اهمية كبيرة، وعالج حقيقة الزمن من ابعاد مختلفة تلتقي كلها في قاسم مشترك واحد، هو دور وأثرُ الزمن في حياة الإنسان. وقد حاولت الآيات القرآنية أن تحرك عند الإنسان إحساسه الواعي من أجل أن يهتم بعمره وأن يتعامل مع وحدات الزمن بحرص وموضوعية لئلا يمر عليه يوم دون أن يستثمره في نشاط إيجابي يقدم فيه الخير لنفسه ومجتمعه.
2. اهتمام السنة بالزمن
كما اهتم القرآن بقيمة الزمن، فإن السنة كمرجع الدين الثاني، كذلك أعطى له أهمية بالغة. فهناك أحاديث كثيرة توضح ذلك، منها عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل به؟"؛
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس "الصحة والفراغ"؛ وعن أنس رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليهوسلم: "إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل"؛ وقال صلى الله عليه وسلم: "اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك"
كفانا تلك الأخبار منه صلى الله عليه وسلم عن أهمية المحافظة على الزمن في الحياة، وكل فرد له مسؤولية أمام الله؛ كيف يتصرف نحو فرصه في الحياة الدنياوية، هل يستفيده للأعمال الصالحة، أم عكسه يرتكب فيها للأعمال السيئات، فالعياذ بالله من ذلك. فقد ورد فى الحديث: "ما من يوم ينشق فجرهُ إلاّ وينادي يا ابن آدم أنا خلقٌ جديد، وعلى عملك شهيد فاغتنم مني فإني لا أعود إلى يوم القيامة"
وقال عليه الصلاة والسلام: "من تساوى يوماه فهو مغبون. ومن كان أمسه أفضل من يومه فهو ملعون". وفي حديث، أكثر حركية وتسابقاً مع حركة الزمن: "لو قامت قيامة احدكم وكان بيده فسيلة فليغرسها"
ج) وجوب تنظيم الزمن وآفات إهماله
مما تقدم شرحه عن أهمية الزمن من القرآن الكريم والسنة الشريفة، نفهم أن الخطابات القرآنية تنحصر دلالاتها في الجانب العقائدي فحسب، بل إنها تمتلك دلالات أخرى بلا شك. فالتأكيد القرآني على تعاقب الليل والنهار، مثلا، بما جعل الله الليل لباساً النهار معاشا، يفهم منها ضرورة احترام تقسيم الوقت، وهو ما يرتبط بالجانب الحياتي اليومي للإنسان، حيث جعل الله سبحانه الليل راحة للعباد ومحطة قصيرة للاستراحة، حتى ينطلقوا في نهارهم في ساحات العمل وشؤون الحياة وهي الدائرة الواسعة التي تستوعب طاقاتهم وقدراتهم ونشاطاتهم. ان في التعاقب الثابت لليل والنهار رتابة زمنية لأنها تتكرر كل يوم.
لكن هذه الرتابة تتحول الى حالة إيجابية كبيرة من خلال تقسيم الوقت تبعاً للأعمال التي يقوم بها الإنسان. فهو في سعيه لتلبية احتياجاته الحياتية، وفي توجهه نحو أهدافه الكبيرة التي رسمها الله تعالى له. لا يجد في تعاقب الليل والنهار حركة مملة، بل يجد فيها حركة ضرورية تخدم سعيه ومشاريعه ونشاطاته. لانها توفر له امكانية تقسيم الاعمال بين ما هو شخصي او عام.
وبين ما هو لشؤون المعيشة او لشؤون الرسالة فيجد في هذا التعاقب فرصة الراحة وفرصة العمل، ويستطيع من خلاله ايضاً ان يقدر الفترة الزمنية لمشاريعه. فيخطط وينفذ وفق تصور واضح لما يستغرقه نشاطه ومشروعه، وهذا ما يمكن تبيينه في الآيات الكريمة التي تصرح بان الله تعالى سخّر لعباده الشمس والقمر والليل والنهار. فهذه المفردات التي تحدد الوقت هي نِعمٌ الهية كبيرة جعلها الله سبحانه لخدمة عباده وترك لهم حرية اختيار الاسلوب والعمل ما دام منسجماً مع نهجه القويم وهادفاً الى كسب مرضاته، غير أن التعاقب الثابت لاجزاء الوقت، قد يتسبب في غفلة الإنسان عن بعض شؤونه، فيهمل بعضها ويؤجل الآخر وتمر عليه الليالي والأيام دون أن يلتفت إلى مقدار الزمن الذي يمر عليه. وهذه من الحالات السائدة في حياة البشر، بل إن مشكلة الكثير من الناس هي عدم الاحساس بمرور عجلة الزمن لانهم الفوا التعاقب اليومي للعتمة والضوء
فمن واجباتنا إذن، أن ننتهز كل ما عندنا من الزمن أو الوقت أو الفرصة: نستفيذ فراغنا للأعمال النافعة ولا نؤخرها حتى يأتي شغلنا؛ نستفيذ وقت شبابنا ما نقدر على أن نؤديه بما فيه من القوة، ما ليس في وقت شيخوخة، وكل ذلك لابد من تنظيم الوقت الجيد.
ومن تنظيم الوقت أن يكون فيه جزء للراحة والترويح لأن النفس تسأم بطول القراءة والبحث والعمل ، والقلوب تمل كما تمل الأبدان ، فلابد من قدر من الترويح المباح يعيد للنفس نشاطها وللقلب حيويت، وقد أثر عن علي رضي الله عنه أنه قال : روحوا القلوب ساعة بعد ساعة ، فإن القلب إذا أكره عمي
وأحسب أن أحوج الناس إلى تقسيم الوقت وتنظيمه واستغلاله استغلالا دقيقا هو الطالب المسلم . وأن حفظ الطالب لوقته في أثناء دراسته أمر سهل وميسور فقد كان للمدرسة دور كبير في حفظ وقت طلابها الشباب .أما في العطل المدرسية ، فتكون المسئولية على أولياء أمورهم من الآباء والأمهات ومن يقوم مقامهم ، فينبغي لهؤلاء بل يجب عليهم مراعاة فلذات أكبادهم ومن وضعهم الله أمانة في أعناقهم وحمايتهم من ضياع الوقت وانحراف السلوك .
ويجب عليهم أن يتفقدوهم في كل وقت وأن يمنعوهم من معاشرة من يخشى منه الشر والفساد على أخلاقهم واستقامتهم فإنهم عنهم مسئولون وعلى إهمال رعايتهم وتأديبهم معاقبون، ويؤثر به آفات كثيرة تضيع على الإنسان وقته، وتأكل عمره، إذا لم ينتبه لخطرها. وهنا نقتصر على ذلك آفتين وذلك لعظم خطرهم
الآفة الأولى :الغفلة
وهي مرض يصيب عقل الإنسان وقلبه ، بحيث يفقد الحس الواعي بالأحداث واختلاف الليل والنهار، يفقد الإنتباه واليقظة إلى معاني الأشياء وعواقب الأمور .
والقرآن الكريم يحذر من الغفلة أشد التحذير فى قوله تعالى : "وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الغَافِلُونَ "
الآفة الثانية: التسويف
وهو من أشد الآفات خطرا على انتفاع الإنسان بيومه وحاضره، وهي التسويف والتأجيل، حتى تكاد تصبح كلمة سوف شعارا له وطابعا لسلوكه، فمن حق يومك عليك أن تعمره بالنافع من العلم والصالح من العمل، ولله در الشاعر الذي قال:
"إذا أنت لم تزرع وأبصرت حاصدا ندمت على التفريط في زمن البذر"
وفي التسويف وتأخير واجب اليوم إلى الغد آفات أيضا :
أولا :إنك لا تضمن أن تعيش إلى الغد ، وليت شعري من يضمن لأحد أن يعيش إلى غده والموت يأتي بغتة
ثانيا : إنك إن ضمنت حياتك إلى الغد فلا تأمن المعوقات من مرض طارئ ، أو شغل عارض، أو بلاء نازل .
ثالثا :إن لكل يوم عمله ، ولكل وقت واجباته ولما قيل لعمر بن عبد العزيز وقد بدأ عليه الإرهاق من كثرة العمل : آخر هذا إلى الغد . فقال : لقد أعياني عمل يوم واحد فكيف إذا اجتمع على عمل يومين ؟
رابعا :تأخير الطاعات والتسويف في فعل الخيرات يجعل النفس تعتاد تركها ، حتى أن المرء يقتنع عقليا بوجوب المبادرة إلى الطاعة وعمل الصالحات ، ولكنه لا يجد من إرادته ما يعنيه على ذلك ، بل يجد تثاقلا عن العمل وإذا خطا يوما إليه خطوة كان كأنما يحمل على ظهره جبلا .
ومثل ذلك نجده أيضا عند التسويف في التوبة من المعاصي والمخالفات
أخواني في الله، هل لدى المؤمن وقت فراغ؟ الآيات والأحاديث تشير إلى أهمية الوقت في حياة المسلم، لذلك فلابد من الحفاظ عليه وعدم تضييعه في أعمال قد تجلب علينا الشر وتبعدنا عن طريق الخير، فالوقت يمضي ولا يعود مرة أخرى.
على أنه لا يمكن القول
د) الإختتام
وخير ختام للموضوع هو ذكر نماذج رائعة من المحافظة على الوقت عند السلف فقد كان جماعة السلف يحفظون اللحظات. منهم ابن الجوزي رحمه الله والذي سمع يقول على المنبر في آخر عمره : كتبت بإصبعي هاتين ألفي مجلد؛ وكذلك داود الطائي الذي كان يستف الفتيت ويقول: بين سف الفتيت وأكل الخبز قراءة خمسين آية؛ وأيضا ما روى عن الصاحب بن عباد، فقد كان وزيرا لمؤيد دولة أبي منصور بن بويه ولم تقعده أعمال الوزارة أو مصاحبة مؤيد الدولة عن تأليف كتاب المحيط في سبعة مجلدات والكافي وجملة كتب غزيرة الفائدة تدل على تقديره لوقته وعدم إضاعة شيء منه في غير منفعة .
ومما لا مرية فيه أن العمر أقصر وأنفس من أن يفرط فيه أو أن يضاع في اللهو والعبث .
نسأل الله عز وجل أن يعرفنا شرف أوقات العمر ، وأن يوفقنا لاغتنام ساعاته ودقائقه ، وكفى بالعقل مرشدا إلى الصواب.
ونختم هذه المقالة بالإستنباط: إن للوقت مميزات يتميز بها، يجب علينا أن ندكرها حق إدراكها فهو سريع الانقضاء، يمر مر السحاب، ويجري جري الريح، ونتنبه أن ما مضى من الوقت لن يعود، وهذه ميزة أخرى من ميزات الوقت ، فكل وقت يمضي ، وكل ساعة تنقضي ، وكل لحظة تمر ، ليس في الإمكان استعادتها ، ولا يمكن تعويضها .
المراجع
محمد شحرور، الكتاب والقرآن: قرآة معاصرة، ط.1، سينا للنشر، دمشق، 1992
شوقي ضيف، معجزات القرآن، دار المعارف، القاهرة، 1998
http://www.alsada.org/ar/index.php?option=com_content&task=view&id=2110&Itemid=436
http://www.suwaidan.com/vb1/showthread.php?t=22613
Tidak ada komentar:
Posting Komentar