أنواع اللغة
اللغة كما كتب إيوايان جندرا في كتابه مختصر علم اللغة وتطوره (1988: 3) تنقسم إلى قسسمين رئيسيين، هما: لغة الإنسان و لغة غير الإنسان. فلغة الإنسان هي التي يستخدمها الإنسان للتوصيل والتواصل بينهم، بخلاف لغة غير الإنسان هي أصوات يستعملها الحيوانات لتواصل بعضها بعضا. فلا نطاول البحث عن هذا النوع الأخير من اللغة، ونبحث الباقي الآخر، على وهو لغة الإنسان.
لغة الإنسان –كما سبق ذكره – يمكننا أن ننظرها من جهتين: من كيفية استخدامها ومن كيفية تعبيرها. ففي الجهة الأولى تنقسم اللغة إلى قسمين: اللغة الطبيعية واللغة غير الطبيعية أي الصنعية. ومن ثم، أن اللغة إذا نظرنا من الجهة الأخرى تنقسم كذلك إلى قسمين، هما: لغة منطوقة ولغة مكتوبة. فلنحدد بحثنا إلى نوع اللغة نظرا إلى كيفية استخدامها. فيلينا المراد من نوعي اللغة من جهة استخدامها:
1. اللغة الطبيعية
اللغة الطبيعية هي التي يولد عليها الإنسان بصورة فطرية ومن خلالها يعبر عن حاجاته الحيوية البيولوجية منذ مرحلة الطفولة فلا يحتاج كثيرا في استخدامها عن كثير من الفكر. و في ويكيبيديا، يقصد بها هي اللغة البشرية التي يمكن للأطفال اكتسابها من أبائهم أو مربيهم بشكل عفوي دون تعليم أو إرشاد و أن يتعامل معها الناس كلغة أم ويطلق عليها حين إذ مصطلح "لغة حية".
فالإنسان يكتسب اللغة (كمال بشر: 1999: 98-99) من البيئة التي يعيش فيها ويتعامل مع أهلها، ويمكن أن نشير هنا بإيجاز إلى كيفية اكتساب الطفل للغته، آخذين في الحسبان عملية اكتساب الطفل لهذه اللغة، وما يقع منه وما يجري حوله في بيئته، بوصف هذا الطفل النموذج الحي الواقعي في هذه العملية بدءا ونهاية. إنه يمثل المسيرة الحقيقة لعملية الإكتساب هذه، إذ هو البادئ غفلا والمستمر نموا في الإكتساب والمنتهي في آخر الشوط بمعرفة لغوية مطابقة في جملتها لما يجري حوله من خبرات وممارسات في توظيف لغة الجماعة التي ينتمي إليها.
إن الطفل يسمعع ويحاول أن يفهم، وبمرور الزمن يعمق فهمه وإدراكه للمسموع المتكرر المسوق على إنماط لغوية معينة. يكرر بشر أن الطفل يسمع ولا يتعلم الكلمات والمفردات والجمل والعبارات مرات عديدة، فيلاحظ ويحاول أن يدرك ثم يميز بين هذا المسموع، فيكتسب ما شاء له أن يكتسب منها، وفقا لمراحل نموه اللغوي.
الطفل لا يتعلم، بمعنى أنه لا يلقن ليحفظ هذه المفردات والعبارات والجمل، وإنما يسمعها مرارا وتكرارا حتى يحين الوقت الذي يسمح نموّه الإدراكي للغة (وغيرها) باكتساب، وإذا به في فطرة ما يتعلمها بنفسه، بصورة أو بأخرى. فاطفل لا يعرف أن هذا اسم وذاك فعل، أو أن هذه أداة النفي أو استفهام أو عطف إلخ. وكذلك لا يعرف قواعد ترتيب الكلمات في الجمل أو الروابط والعلاقات بينها، أو أوجه إعرابها (في اللغات المعربة، كالعربية مثلا).
2. اللغة غير الطبيعية
اللغة غير الطبيعية أو نقول اللغة الصنعية أو الإصطناعية، كما في ويكيبيديا، هي التي اخترعها شخص أو مجموعة من الأشخاص اصطناعيا لغاية معينة بدلاً من كونها كجزء من ثقافة مثل اللغات الطبيعية. ويرى بعض أن النمط الآخر من أنماط التعبير عن المحتوى الموضوعي للوثائق ، هو : اللغة المقيدة Controlled Language ، أو المنضبطة ، أو الاصطناعية، أو المحكومة. ويستمد هذا النمط وسائل التعبير الموضوعي عن الوثائق من أدوات معينة ؛ كخطط التصنيف ، وقوائم رؤوس الموضوعات ، والمكانز.
اللغة المصطنعة قد تشابه اللغات الطبيعية أو قد تحتوي على شكل ونحو يختلفان تماما عما يوجد في اللغات الطبيعية. هي لغة اخترعها شخص أو مجموعة أشخاص بقصد أن تشابه اللغات الطبيعية. تختلف اللغات الممنهجة عن أنواع أخرى من اللغات المصطنعة، مثل اللغات الشكلية ولغات البرمجة، بأنها تخصص للتداول بين الناس في كافة مجالات الحياة، وتحتوي على نحو يشابه نحو اللغات الطبيعية. هناك لغات ممنهجة أصبحت لغات طبيعية بعد أن اكتسبها أطفال وبدءوا يتعاملون معها كلغة أم.
واللغة الصنعية، كما كتبه إيوايان (1988: 4) نوعان، هما: اللغة العلمية واللغة غير العلمية. اللغة العلمية هي التى تتعلقت بالأمور والإصطلاحات العلمية كالحساب والطبية والهندسة وغير ذلك. أما اللغة الصنعية غير العلمية هي اللغة البسيطة المصنوعة لتيسير عملية الإتصال بين الناس. عرفنا أن من وظائف اللغة هي الإتصال اللغوي؛ يتفاهم بين المخاطب والمتكلم في غرض اتصالهما، واللغة وسيلة لفهم الغرض، فإن لم يفهم المخاطب لغة المتكلم صعب الإتصال.
علما بأن لغات الموجودة في العالم متنوعة متعدده، فيرى بعض اللغويين أن صنع اللغة الجديدة يكون حلا لمشكلة التواصل اللغوي بين أفراد المجتمع، فصنعوا اللغات الجديدة. من بعض تلك اللغات المصطنعة هي: اللغة فولابوك واللغة اسبرنتو واللغة انترلينغوا.
1. اللغة فولابوك/ volapuk
هي لغة اصطناعية سهلة، اخترعها جوهان مارتن شيلر 1839-1912 کمشروع لغة اتصال دولیة في سنة 1879. عرفت اللغة رواجا سريعا، في سنوات قليلة أكثر من مائة ألف منخرط في أوروبا وأمريكا، انتشرت أولا في النمسا فبحلول عام 1882 تأسست أول مؤسسة متخصصة فقط في نشر اللغة الجديدة. في 1884 انتشرت في بلجيكا وهولندا، في 1885 أوجوست كيركهوفس بروفيسور بمدرسة الدراسات العليا التجارية بباريس يقوم بنشرها في فرنسا. كان أوجوست كيركهوفس الدور الكبير في نشرها في كل من اسبانيا وإيطاليا والبرتغال. بين 1885 و1886 جاء دور السويد وروسيا والدانمارك في 1888 يتعرف الجمهور البريطاني على اللغة.
2. اللغة الإسبرنتو/ Esparanto
هي لغة مصطنعة سهلة، اخترعها لودفيغ زامنهوف کمشروع لغة اتصال دولیة عام 1887. وضع لودفيغ الإسبرانتو في أواخر عام 1870 وبدايات عام1880. بعد ما يقارب العشرة سنوات من التطوير، حيث زامنهوف يترجم الأدب إلى اللغة ويكتب أدب أولي في اللغة، طبع زامنهوف أول كتاب نحو لإسبرانتو في وارسو يوليو 1887. عدد المتحدثين ازداد بسرعة في العقود التالية، في البداية في الامبرطورية الروسية وأوروبا الشرقية، ثم أوروبا الغربية والأمريكيتين والصين واليابان. ومع مرور الزمان، تتفرع اللغة الإسبرانتو إلى ثلاث لغات: اللغة إدو و نوفيال و أوكسدان.
Tidak ada komentar:
Posting Komentar